Senin, 04 Maret 2013

الثنائية اللغوية




مقدمة
عرف القدماء اللغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطع التعرفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي، غير أن تعريف اللغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان. فاللغة هي الإنسان، وهي الوطن والأهل، واللغة التي هي نتيجة التفكير. هي ما يميز الإنسان عن الحيوان وهي ثمرة العقل والعقل كالكهرباء يعرف بأثره، ولا ترى حقيقته.
واللغة هي الآلة الاتصالية يستخدمها الناس في حياتهم اليومية. خلق الناس من الشعوب المختلفة والمتنوعة، ولكل الشعب لغة معينة مختلفة مع الشعب الآخر. ويمكن هناك الاتصال بين الإنسان من شعب واحد مع الإنسان من شعب آخر اللذان لهما لغة مختلفة. لذا، ينبغي لكل الإنسان أن يستعمل اللغة التي يفهمها الإنسان الآخر. فإذا لا، فلا يمكن أن يجد الاتصال الجيدة مع الإنسان الآخر. وفي هذا الاتصال مع الشعب الآخر الذي له اللغة المختلفة سيولد الثنائية اللغوية. والثنائية اللغوية ستجد أكثر مما يمكن في كل الاتصال.
وفي هذه المقالة ستبحث في تعريف الثنائية اللغوية والأمور الأخرى المتعلقة بها.



                                  الثنائية اللغوية
أ‌.       تعريف الثنائية اللغوية
وردت في مراجع هذا الموضوع عدة تعريفات للثنائية اللغوية، منها:
1.   أن يتكلم الناس في مجتمع ما لغتين.
2.   أن يعرف الفرد لغتين.
3.   أن يتقن الفرد لغتين.
4.   أن يستعمل الفرد لغتين.[1]
نجد بالعودة إلى المعاجم الألسنية التعارف التالية الظاهرة الثنائية اللغوية:
-       الثنائية اللغوية هي الوضع اللغوي لشخص ما أو لجماعة بشرية معيّنة تتقن لغتين، وذلك من دون أن تكون لدى أفرادها قدرة كلامية مميزة في لغة أكثر مما هي في اللغة الأخرى.
-       الحالة اللغوية التي يستخدم فيها المتكلمون، بالتناوب وحسب البيئة والظروف اللغوية، لغتين مختلفتين.
-       نقول إن الفرد ثنائي اللغة حين يمتلك عدة لغات تكون مكتسبة كلها كلغات أم.
-       كون الفرد قادرا على تكلّم لغتين. تعايش لغتين في مجتمع واحد شرط أن تكون أكثرية المتكلمين ثنائية اللغة فعلا.
-       استعمال شخص أو مجموعة أشخاص لغتين أو أكثر (لغة ثقافة، ولهجة) في شكلهما المحكي بخاصة (والمكتوب ثانيا).
-       الحالة اللغوية التي تعنى بها المجتمعات اللغوية والأفراد الذين يسكنون مناطقا أو بلدانا تستعمل فيها لغتان على نحو متقن.[2]

وتواجد لغتين أو أكثر في البلد الواحد لا يفهم منه أن جميع المواطنين في ذلك البلد يستعملون أو يعرفون أكثر من لغة واحدة، وما يهمنا في هذا الصدد ظاهرة الثنائية اللغوية أو ظاهرة تعدد اللغات في البلد الواحد سواء أكانت هذه اللغات تستخدم للأغراض الرسمية أم خلاف ذلك.
يقصد من التعريفات السابقة بالثنائية اللغوية bilingualism هي ظاهرة اجتماعية تعني استعمال الفرد أو المجتمع في منطقة معينة للغتين[3] أو استعمال لغتين للشخص أو المجتمع.[4]




  
ب‌. الثنائية اللغوية مع الفرد والمجتمع
ويجب الانتباه إلى فرق هام بين الثنائية الفردية Individual Bilingualism والثنائية الاجتماعية Societal Bilingualism. ألا وهو أن الثنائية الفردية تشير إلى أن الفرد نفسه يستعمل لغتين. ولكن الثنائية المجتمعية لا تعني أن كل فرد في المجتمع يستعمل لغتين أو يعرف لغتين، بل كل ما تعنيه هو أن هناك لغتين مستعملتين في المجتمع. وفي الأغلب تكون الحال على هذا النحو:
1.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل1 فقط (ل1 تعني اللغة الأولى).
2.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل2 فقط (ل2 تعني اللغة الثانية).
3.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل1 ويعرف ل2 معرفة محدودة.
4.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل2 ويعرف ل1 معرفة محدودة.
5.    بعض أفراد المجتمع يتقن ل1 ويتقن ل2.[5]

والثنائية المجتمعية ثلاثة أنماط:
1-       ثنائية أفقية horizontal bilingualism: وهي أن تكون اللغتان متساويتين في المكانة رسميا وثقفيا واجتماعيا. مثال ذلك الإنجليزية والفرنسية في  مقاطعة كويبك في كندا.
2-        ثنائية رأسية vertical bilingualism: أن تكون لهجة فصيحة وأخرى عامية. مثال ذلك الفصيحة والعامية في البلاد العربية. وهذه الحالة في الواقع ثنائية لهجية. ويدعوها البعض ازدواجية لغوية.
3-       ثنائية قطرية diagonal bilingualism: أن يستخدم المجتمع لغة فصيحة ولهجة عامية من لغة أخرى. مثال ذلك الإنجليزية والفرنسية العامية في لويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية.[6]
ج. الثنائية اللغوية ودرجة الإتقان
        لاشك أنه حينما نتكلم عن اللغة لابد أن تدخل درجة الإتقان في الاعتبار كعامل مؤثر. فمعرفة اللغة تبدأ من لحظة معرفة جملة فيها وتتدرج حتى الوصول إلى درجة الإتقان. وقد ذكر محمد علي الخولي في كتابه-الحياة مع لغتين- أن درجات الثنائية اللغوية يمكن تلخيصها فيما يلي:
1-       الثنائية الصفرية zero bilingualism: وهي حالة عدم معرفة اللغة الأولى واللغة الثانية. وهي حالة الطفل الرضيع الذي لم يبدأ نطق أية لغة. ويمكن أن نرمز لهذه الحالة    (- ل1 –ل2).
2-       الثنائية الابتدائية incipient bilingualism: وهي حالة إتقان اللغة الأولى مع الابتداء في تعلم اللغة الثانية. ومثال ذلك الطفل الذي يذهب إلى المدرسة في سن السادسة، حيث يعرف اللغة الأولى ويبدأ في تعلم اللغة الثانية. ويمكن أن تشمل حالة الطفل الذي يتعلم اللغة الأولى واللغة الثانية معا، أي أنه تعرض للغتين معا وهو دون سن الثالثة من العمر. ويمكن أن نرمز للحالة الأولى بـــــ (+ ل1       ل2)، حيث يرمز   + إلى الإتقان ويرمز      إلى حالة استمرار عملية التعلم. ونرمز للحالة الثانية بــــــ
(      ل1       ل2).
3-       النصف لغوية semilingualism: وهي حالة الضعف في اللغة الأولى واللغة الثانية بسبب نسيان جزء كبير من اللغة الأولى ومحاولة تعلم اللغة الثانية. ويمكن أن نرمز لهذه الحالة بــــ (       ل1      ل2)، حيث يدل السهم إلى اليمين إلى حالة تناقص معرفة اللغة الأولى.
4-       الثنائية المتوازنة equalingualism: وهي حالة إتقان متساو للغة الأولى واللغة الثانية. ويرمز لها بــــ (+ل1 +ل2).
5-       الثنائية المثالية ideal bilingualism: وهي حالة إتقان تام لجميع مهارات اللغة الأولى واللغة الثانية في جميع الظروف والأهداف. وهي حالة اقتراضية نادرة. ويرمز لها بــــــــــ (++ل1 ++ل2)، حيث تدل ++ على حالة الإتقان التام.[7]
د. الثنائية اللغوية وطريقة التعلم
إن تعلم الثنائية اللغوية لها طريقتان، وهما :
1.   أما اللغة الثانية فيختلف الناس في طريقة اكتسابها. فبعضهم يكتسبها من البيت والشارع دون تعليم رسمي مدرسي. وتدعى هذه الحالة الثنائية الطبيعية natural bilingualism أو الثنائية الأولية primary bilingualism.
2.   من ناحية الأخرى، نرى أن بعض الناس يتعلم اللغة الثانية تعلما رسميا مدرسيا. أي يكتسبون ل2 من خلال التعليم الرسمي. وتدعى هذه الحالة الثنائية الاصطناعية artificial bilingualism أو الثنائية الثانوية secondary bilingualism.
وهذا التفريق بين الثنائية الطبيعية والثنائية الاصطناعية حدا ببعض الباحثين إلى التفريق بين التعلم learning و الاكتساب acquisition، إذ ترى هؤلاء يخصصون مصطلح التعلم لتعلم ل2 في المدرسة، ويخصصون مصطلح الاكتساب لاكتساب ل2 من البيت بطريقة طبيعية. أي أنهم يقرنون الثنائية الطبيعية بالاكتساب ويقرنون الاصطناعية بالتعلم. وفي الواقع إن تعلم ل2 في جو طبيعي في البيت والشارع أسرع وأفضل من تعلمها في جو اصطناعي مثل جو غرفة الصف.[8]
ه. الثنائية اللغوية وتوزيع الاستعمال
        في بعض الحالات يستخدم الناس اللغتين تبادليا، أي من الممكن أن يستخدم المرء اللغة الأولى أو اللغة الثانية في أي مكان وزمان. وتدعى هذه الثنائية تبادلية reciprocal bilingualism. ولكن في يعض الحالات، نجد أن الفرد يستخدم اللغتين تكامليا، أي يخصص لكل لغة أدوارا معينة. وتدعى هذه الحالة ثنائية تكاملية complementary bilingualism. ومن أمثلة الثنائية التكاملية ما يلي :
1.   تكاملية مكانية. يقوم الفرد باستخدام اللغة الأولى في البيت واللغة الثانية خارجه، أو يستخدم اللغة الأولى في العمل واللغة الثانية خارجه.
2.   تكاملية موضوعية. يقوم الفرد باستخدام اللغة الأولى في الحديث عن موضوعات معينة واللغة الثانية في الحديث عن موضوعات أخرى.
3.   تكاملية بشرية. يقوم الفرد هنا باستخدام اللغة الأولى مع عدد معين من الناس واللغة الثانية مع سواهم.[9]
و. الثنائية اللغوية والمكان
        لكل ظاهرة بشرية مكان، لأن الظاهرة حدث أو فعل، ولابد لكل فعل من مكان يقع فيه. ولهذا من تناول المكان كأحد أبعاد الثنائية اللغوية.
ويمكن للمرء بسهولة أن يتصور الأماكن التي تقع فيها الثنائية اللغوية. ولنبدأبالبيت. وتكون الثنائية هنا ثنائية بيتية أو منزلية home bilingualism. وهذا الحالة تعني استعمال لغتين في البيت. وقد يعني هذا الاستخدام استخدام كل فرد في الأسرة لكل من ل1 و ل2 أو استخدام بعض الأفراد للغة1 وبعضهم للغة2 وبعضهم ل1 ول2.
وإذا كانت الثنائية في المدرسة تدعى ثنائية مدرسية school bilingualism أو ثنائية تعليمية educational bilingualism. وقد تكون الثنائية اللغوية في وسائل الإعلام (صحافة وإذاعية وتلفزيون). وعندئذ تدعى الثنائية الإعلامية information bilingualism  أو mass-media bilingualism. وقد تكون الثنائية اللغوية في أجهزة الحكومة ووزاراتها. أي تكون الثنائية معترفا بها من الدولة. وتدعى مثل هذه الثنائية ثنائية رسمية official bilingualism. وقد تكون الثنائية اللغوية في العمل، فتدعى حينئذ الثنائية العملية business bilingualism. ويكون مكان الثنائية اللغوية الشارع، فتدعى حينئذ الثنائية الشارعية street bilingualism.[10]

الإختتام
الثنائية اللغوية bilingualism هي ظاهرة اجتماعية تعني استعمال الفرد أو المجتمع في منطقة معينة للغتين أو استعمال لغتين للشخص أو المجتمع. وفي الأغلب تكون الحال على هذا النحو:
1.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل1 فقط (ل1 تعني اللغة الأولى).
2.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل2 فقط (ل2 تعني اللغة الثانية).
3.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل1 ويعرف ل2 معرفة محدودة.
4.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل2 ويعرف ل1 معرفة محدودة.
5.   بعض أفراد المجتمع يتقن ل1 ويتقن ل2.
أن درجات الثنائية اللغوية هي: الثنائية الصفرية zero bilingualism: الثنائية الابتدائية incipient bilingualism: النصف لغوية semilingualism: الثنائية المتوازنة equalingualism: الثنائية المثالية ideal bilingualism.




قائمة المراجع
-       المراجع العربية
 محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، سوربايا : مطبعة دار العلوم         اللغوية، 2010. 
 محمد على الخولي، الحياة مع لغتين (الثنائية اللغوية)، جامعة الملك سعود، 1988.
 ميشال زكريا، قضايا ألسنية تطبيقية، دراسات لغوية اجتماعية نفسية مع مقارنة تراثية، بيروت،    دار العلم للملايين، 1993.

-         المرجع الإندونسية

Harimurti Kridalaksana, Kamus Linguistik, Jakarta: PT Gramedia,  2009 .



[1]  محمد على الخولي، الحياة مع لغتين (الثنائية اللغوية)، الطبعة الأولى، (جامعة الملك سعود، 1988)، ص: 17
[2]  ميشال زكريا، قضايا ألسنية تطبيقية، دراسات لغوية اجتماعية نفسية مع مقارنة تراثية، الطبعة الأولى، (بيروت، دار العلم للملايين– لبنان 1993­)، ص: 35-36
[3]  محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، الطبعة الأولى، (سوربيا : مطبعة دار العلوم اللغوية، 2010)، ص: 79
[4] Harimurti Kridalaksana, Kamus Linguistik Edisi Keempat, Cet ke2 Februari, (Jakarta: PT Gramedia,  2009 ), Hal: 36
[5]  محمد على الخولي، المرجع السابق، ص:19
[6]  محمد عفيف الدين دمياطي، المرجع السابق، ص: 79-80
[7]  نفس المرجع، ص: 81-83
[8]  محمد على الخولي، المرجع السابق، ص: 27-28
[9]  محمد عفيف الدين دمياطي، المرجع السابق، ص: 80-81
[10]  محمد على الخولي، المرجع السابق، ص: 30-32

Tidak ada komentar:

Posting Komentar